في السنوات الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أكثر المجالات تقدمًا وتأثيرًا على مختلف الصناعات. ومن بين الأدوات التي برزت بقوة في هذا المجال، ظهرت الأداة الصينية DeepSeek، التي حققت انتشارًا واسعًا خلال فترة قصيرة، مما جعلها واحدة من أكثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحميلًا في العالم.
شهدت DeepSeek نموًا هائلًا، حيث تصدرت قائمة التطبيقات الأكثر تنزيلًا على متجر Apple في الولايات المتحدة، متفوقةً على أدوات مشهورة مثل ChatGPT من OpenAI و Gemini من Google. ومع ذلك، ورغم الضجة التي أثارتها، فإن هذه الأداة الصينية تواجه العديد من التحديات عندما يتعلق الأمر بجودة الأداء، دقة المعلومات، والقدرة على التفاعل بفعالية مع المستخدمين.
في هذا المقال، سنستعرض كيف استطاعت DeepSeek أن تغزو العالم، وما الذي يميزها، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها. وسنوضح في النهاية كيف أنها لم تستطع الوصول إلى مستوى الأدوات الغربية الرائدة مثل ChatGPT و Gemini، والتي لا تزال تحتل الصدارة في عالم الذكاء الاصطناعي وفقًا لتجربتي الشخصية.
عند إطلاقها، تمكنت DeepSeek من تحقيق شعبية واسعة جدًا في فترة زمنية قصيرة. وبفضل التسويق القوي والاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي، أصبحت الأداة واحدة من أكثر التطبيقات تنزيلًا في الولايات المتحدة، متفوقة على ChatGPT و Google Gemini.
تعتمد DeepSeek على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في معالجة اللغة الطبيعية (NLP) وتوليد النصوص، مما يجعلها قادرة على إجراء محادثات ذكية وتقديم إجابات متنوعة.
لكن أحد أبرز عوامل نجاحها هو التكلفة المنخفضة مقارنة بمنافسيها الغربيين، حيث تبلغ تكلفة المدخلات 0.55 دولار لكل مليون، بينما تبلغ تكلفة المخرجات 2.19 دولار لكل مليون، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا جذابًا للمستخدمين.
بما أنها أداة صينية المنشأ، فإن DeepSeek تقدم أداءً قويًا جدًا عند التعامل مع اللغة الصينية، وهو ما يجعلها تتفوق على الأدوات الغربية في هذا المجال، حيث تواجه ChatGPT و Gemini بعض التحديات عند معالجة اللغة الصينية بنفس الدقة والطلاقة.
تحظى DeepSeek بدعم كبير من الحكومة الصينية، والتي تسعى إلى تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي لتنافس الشركات الغربية الكبرى مثل OpenAI و Google و Meta. كما أن هناك استثمارات ضخمة في تطوير النموذج اللغوي للأداة، مما يساهم في تحسين أدائها باستمرار.
رغم انتشارها السريع، إلا أن مراجعات الخبراء أثبتت أن DeepSeek لا تزال تعاني من مشاكل في دقة المعلومات.
وفقًا لتقرير صادر عن NewsGuard، فإن نسبة دقة المعلومات التي تقدمها DeepSeek لا تتجاوز 17%، وهو رقم منخفض جدًا مقارنة بالأدوات الغربية المنافسة.
كما أن نسبة المعلومات الخاطئة التي قدمتها الأداة بلغت 30%، بينما كانت الإجابات غير المفيدة أو الغامضة تمثل 53% من إجمالي التفاعلات.
إحدى أكبر المشاكل التي تواجه DeepSeek هي الرقابة الصارمة على المحتوى، حيث تمتنع الأداة عن تقديم معلومات حول المواضيع السياسية الحساسة بالنسبة للحكومة الصينية.
على سبيل المثال، عند السؤال عن مجزرة ميدان تيانانمن أو وضع تايوان، فإن الأداة إما تقدم إجابات غامضة جدًا أو ترفض الإجابة تمامًا.
هذا الأمر يقلل من جاذبيتها عالميًا، حيث يبحث المستخدمون عن أدوات تقدم لهم معلومات غير منحازة وشفافة.
بينما تعتمد DeepSeek على تقنيات متطورة، إلا أنها لا تزال تواجه صعوبة في فهم السياق المعقد والتعامل مع الأسئلة التي تتطلب تحليلًا متقدمًا.
في العديد من الحالات، تفشل الأداة في تقديم إجابات متماسكة عند التعامل مع المواضيع المعقدة، مما يجعلها أقل كفاءة مقارنةً بمنافسيها الغربيين.
رغم نجاحها الكبير، إلا أن DeepSeek لم تستطع حتى الآن منافسة الأدوات الغربية المتقدمة مثل ChatGPT من OpenAI و Gemini من Google.
بحسب تجربتي الشخصية، لا تزال ChatGPT تتصدر قائمة أدوات الذكاء الاصطناعي لعدة أسباب رئيسية:
من جهة أخرى، يعد Google Gemini منافسًا قويًا جدًا، حيث يتميز بقدرات متقدمة في البحث التلقائي وتحليل البيانات، مما يجعله مفيدًا بشكل خاص للباحثين والمبرمجين.
كما أنه يتمتع بتكامل سلس مع خدمات Google، مما يجعله خيارًا قويًا لمستخدمي Google Workspace ومنتجات الذكاء الاصطناعي الأخرى.
رغم نجاح DeepSeek في تحقيق انتشار عالمي واسع بفضل دعمها للغة الصينية، تكلفتها المنخفضة، واستثماراتها الضخمة، إلا أنها لا تزال تعاني من عدة مشكلات تجعلها غير قادرة على منافسة ChatGPT و Google Gemini في الوقت الحالي.
وفقًا لتجربتي الشخصية، لا يزال ChatGPT هو الخيار الأفضل عندما يتعلق الأمر بدقة المعلومات، التفاعل الذكي، وفهم السياق، مما يجعله الأداة الأكثر كفاءة في عالم الذكاء الاصطناعي.